الحسد والسحر
تعريف الحسد : هو تمني زوال نعمة الغير ( نعمة المحسود ) و إن لم يصر للحساد مثلها ، ويعرف الحسد باسم العين ، أي إصابة بالعين و يقال : رجل عائن أو معاين أو عيون أي شديد الإصابة بالعين .
ويقول ابن القيم رحمه الله في زاد الميعاد " سهام تخرج من نفس الحاسد و العائن نحو المحسود و المعين تصيبه تارة وتخطيه تارة "
ويقول صاحب الظلال : الحسد انفعال نفسي إزاء نعمة الله على بعض عباده ، مع تمني زوالها و سواءا اتبع الحاسد هذا الانفعال بسعي منه لإزالة النعمة تحت تأثير الحقد والغيظ أو وقف حد الانفعال النفسي ، فأن كان شرا يمكن أن يعد هذا الانفعال .
وتطلق كلمة الحسد على ثلاثة مفاهيم مختلفة قد تبدوا واضحة الاختلاف عند البعض وقد تتداخل عند الآخرين وقد نخلط بينهما في كثير من الأحيان مع علمنا الأكيد باختلافهما وهذه المفاهيم هي :
1 ) الغبطة أو المنافسة : وهي الشعور بنعمة المغبوط وتعظيمها و تمنى أن يكون للغابط المتنافس مثل هذه النعمة كما في الحديث الشريف ( لا حسد إلا في اثنتين جل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها وجل أتاه مالا فسلطه على هلكته في الحق ) - أخرجه البخاري و مسلم – و الحسد بهذا المعنى غير مذموم بل مطلوب في بعض الأحيان ، خاصة كلما عظمت النعمة المغبوطة وهو إن صدر من شخص دل على إعترافه بفضل المغبوط و إثبات أحقيته في النعمة المرزوق بها كما هو واضح من معنى الحديث السابق .
2) الحسد البغيض : وهو تمني زوال النعمة من المحسود ، وهو خلقية سيئة مذمومة ورد العديد من النصوص القرآنية والنبوية فيذمها و النهي عنها .
3) العين أو النضرة : وهي إصابة الأشياء خاصة جسد الإنسان بعين الحاسد ، أو نضرة وهذا المفهوم شاع بين الناس باسم الحسد أيضا إذ يغلب على صاحب القدرة على الإصابة بالعين أن يكون حاسدا .
أعراض الإصابة بالعين أو الحسد : كثيرا من الناس يصاب بالعين وهم لا يعلمون ، لأنهم يجهلون أو ينكرون تأثير العين عليهم ، فإن أعراض العين في الغالب تكون كمرض من الأمراض العضوية إلا أنها لا تستجيب إلى علاج الأطباء ، كأمراض المفاصل و الخمول و الأرق و الحبوب و التقرحات التي تظهر على الجلد و النفور من الأهل و البيت و المجتمع و الدراسة ، وبعض الأمراض النفسية و العصبية ومن الملاحظ أن الشحوب في الوجه بسبب انحباس الدم عن عروق الوجه و الشعور بالضيق و التأوه و التنهد و النسيان و الثقل في مؤخرة الرأس و الثقل على الأكتاف و الوخز في الأطراف يغلب على مرضى العين ، وكذلك الحرارة في البدن و البرودة في الأطراف .
و قد تظهر أعراض الحسد على المال و البدن والعيال بحسب مكوناتها ، ويمكن أن نقسم الأعراض الخاصة بالعين كالآتي :
1 – الأعراض الجسمية : عادة ما تظهر تلك الأعراض قبل القراءة أو أثناء الرقية الشرعية ، و هي كالتالي :
- سفار الوجه وشحوبه
- شعور المصاب بضيقة شديدة في منطقة الصدر
- صداع متنقل مع الشعور بزيادة الصداع أثناء الرقية الشرعية
- الشعور بالحرارة الشديدة
- تصبب العرق و خاصة في منطقة الظهر و يتبع ذلك عادة قوة العين
- ألم شديد في الأطراف
- التثاؤب المستمر بشكل غير طبيعي وملفت للنظر
- البكاء أو تساقط الدموع دون سبب
- وقد تظهر أعراض التثاؤب المستمر و تساقط الدموع لدى بعض المعالجين أو العوام نتيجة الرقية إن كانت الحالة المعالجة مصابة بالعين و الحسد ، و أكثر ما يظهر ذلك مع النساء المعالجات .
- ارتجاف الأطراف و تحركها حركات لا إرادية وذلك بحسب قوة العين وشدتها
- خفقان القلب
- تمغض العضلات و يطلق عليه عند العامة التمطى
- الشعور بالخمول بشكل عام وعدم القدرة بالقيام بالعمل
2 – الأعراض الاجتماعية : وتؤثر العين من الناحية الاجتماعية على المصاب من خلال علاقته بالآخرين ومن بعض تلك المظاهر :
- فقدان التجارة والمال
- الكره و البغض من الأهل و الأصدقاء و المعارف
- فقدان منصب و الوظيفة والعمل
يقول فضيلة الشيخ عبد الله ابن عبد الرحمن الجبرين تحت عنوان" العلامات التي تظهر على المصاب بالعين " لاشك أن الإصابة بالعين معروفة بالأمارات و العلامات الظاهرة وقد تظهر إذا كان الشخص أو المال متصف بالصفات التي يتميز يها عن غيره ، فحدث فيه ما غيرها فجأة من مرض أو نفرة أو كسر أو حادث مروري أو نحو ذلك ، ثم إن المريض بالعين قد يصاب في بصره إذا كان حديد البصر و في سعيه إذا كان شديد السعي ، وفي ماله الكثير الحسن بالتلف أو الكساد أو الهلاك ، أو في سيارته الفارهة ، وقصره المشيد ، وزوجته الحسناء ، و أولاده الكثيرين ، ونحو ذلك فيحدث مالا يتوقع من الموت و الهدم و الدمار و التعطيل و نحو ذلك ومتى مرض و ذهب إلى المستشفيات فبعد الكشف و التحاليل وجد سليما صحيحا لم يعرف الأطباء علته مع كونه يصرع عندهم ، ويتألم ولا يعلمون ما فيه ثم يعالج بالرقية و الأسباب التي يعلج بها المعين فيبرأ بإذن الله فيقال : إن به عين حاسد ، زالت بهذه الأسباب التي يتعاطاها القراء و أهل الرقية الشرعية.
كيفية تأثير العين الحاسدة :
إن للعين تأثير على الغير ، ولو لم يكن الأمر كذلك لما أمرنا أنستعيذ بالله من شر الحساد ولما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ من كل ذي شر و حاسد فللحسد والعين إذا تأثير لما ورد من النصوص فيها ، فقد تكون العين سببا لذهاب النعمة بأمر الله ، و سبب للمرض و سببا للموت ، و أسباب كثيرة جدا ، وليس معنى ذلك أن كل أمر يحدث في حياتنا مما قدر الله حدوثه ، يكون من العين أو من الحسد كما يعتقد البعض ، فالأمر ليس كذلك بالطبع ، ولقد وردت نصوص تعظم من شأن العين كقوله صلى الله عليه وسلم كما أخرج البزار عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس ) يعني العين . وفي السلسلة الصحيحة أن العين لا تولع الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقا ، ثم يتردى منه ، بمعنى أن الإنسان قد يرتقي إلى جبل عالي ، ثم يسقط من فوقه بسبب الغير ، فكل هذه الأدلة تعني أن العين مأثرة في الإنسان والحيوان و الجماد وغيره من كل ما كان في مسمى النعمة والعطاء الذي يعطيه الله لعباده سواء لحكمة يريدها المولى سبحانه أو نقمة .
قال ابن القيم : وهذه العين إنما تأثيرها بواسطة النفس الخبيثة ، وهي في ذلك بمنزلة الحية التي إنما يؤثر سمها إذا عضت و احتدت فإنها تتكيف بكيفية الغضب و الخبث ، فتحدث فيها تلك الكيفية السم ، فتأثر في اللديغ ، وربما قوت تلك الكيفية و اشتدت في نوع منها حتى تؤثر بمجر النظرة ، فتطمس البصر ، وتسقط الحبل ، كما ذكره النبي في الأبتر .
فإن كان هذا في الحيات فما الظن في النفوس الشريرة الغضبية الحاسدة إذا تكيفة بكيفيتها الغضبية ، و إن سمت و توجهت إلى المحسود بكيفيتها ؟ فلله كم من قتيل ، وكم من سليب ؟ وكم من معافى عاد مضني على فراشه ، يقول طبيبه : لا أعلم داءه ما هو ؟ فصدق .ليس هذا الداء من علم الطبائع ، هذا من علم الأرواح وصفاتها وكيفيتها ومعرفة تأثيراتها في الأجسام و الطبائع و انفعال الأجسام عنها . – بدائع التفسير –
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : إن طبائع الناس تختلف فقد يكون ذلك من سم يصل من عين عائن في الهواء إلى بدن المعيون ، وقد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال : إذا رأيت شيئا يعجبني و جدت حرارة تخرج من عيني .
العلم الحديث يثبت الحسد
انقسم البشر في نظرتهم للعين الحاسدة وتباينت عندهم الاعتقادات فهناك من يقول أن الحسد ضرب من الخرافات و الأفكار الغريبة التي لا يمكن التفكير بها في عصر التكنولوجيا المتطورة ، و آخرون يمسكون العصا من الوسط فهم يجاهرون بعدم إيمانهم بحسد العين لكنهم في الخفية يقتنون التمائم و الحروز لإبعاد العين و الحسد عنهم ، أما الفئة التي تؤمن بذلك فكثيرة و متشعبة الأجناس و الانتماءات فمنهم من رجع إلى القرآن والسنة المطهرة ويعود إلى المشايخ و العلماء في حالات عديدة و آخرون تسوقهم أنفسهم إلى المشعوذين و السحرة والدجالين لفك الحسد ورد ضربة العين .
وقد دأب خبراء وعلماء البحوث النفسية و الاجتماع لبحث هذا الموضوع ودراسة الإدراك الحسي خارج نطاق الحواس و الإلهام وتفسير ظاهرة التخاطر التي تتولد لدى الإنسان على شكل قوة روحية هائلة يستطيع حاملها إذا ما تهيأت له الظروف أن ينتقم أو يحقد أو يحسد بأن يصدر موجات لم يتم التعرف على نوعيتها إلى الآن ، تؤدي إلى إحداث إنقلاب في حياة الشخص الذي يقع عليه الانتقام ماديا أو جسديا أو نفسيا
يقول الشيخ عبد الله السدحان : إن كل إنسان له ذبذبات خاصة سواءا من ريقه أو شعره أو ظفره أو دمه ، فسألني الشيخ ابن باز رحمه الله عن هذه الذبذبة وهل هي ثابتة علميا ؟ فأجبته : إن الذبذبة هي موجات ثابتة في علم ( الراديونيك ) ويدرس في أروبا ووقفت شخصيا على هذا العلم عن طريق جهاز ( الفديوباك ) فقال الشيخ رحمه الله : إذا كان هذا ثابتا علميا ، فالحمد لله الذي سخر لنا العلم لخدمة الدين - كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية –
وقد نشرت صحف خبر يقول أن هناك فتاة صينية ( كيسانج لينج ) سببت عيونها ضجة في الصين وسبب تلك الضجة أن عيون تلك الفتاة تتمتع بخواص أشعة إكس وما تقوم به تلك الأشعة من دور في مساعدة الأطباء لعلاج بعض الأمراض وقد فشل العلماء في تحديد تلك الظاهرة خاصة وان الفتاة قد أخبرتهم أنها ولدت هكذا ، و إنما هي في الثالثة من عمرها كان بإمكانها أن ترى الهيكل العظمي لوالدها ، وما توصل إليه العلماء أنها شحنة هائلة من أشعة إكس ، خلال النظرة الواحدة ، و أن بمجرد نظرتين متتاليتين إلى جسم صلب قد يِدي إلى تدميره و أن تركيز عينها على جسم الحيوان قد يؤدي إلى موته -مجلة المسلمون اللندنية العدد 208 بتاريخ 27/01/1989م -
الســحـــر
السحرلغة : هو ما خفي و لطف سببه ومنه سمي السحر سحرا لأنه يقع خفيا آخر اليل ، كما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( و إن من البيان لسحرا ) – متفق عليه – لما في في البيان من قدرة على من يتصف به على اخفاء الحقائق .
قال ابن منظور : قال الأزهري : السحر عمل تقرب فيه إلى الشيطان ، و بمعونة منه كل ذلك كينونة للسحر ، ومن السحر الأخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما يرى ، وليس الأصل على ما يرى ، و السحر الأخدة ، وكل ما لطف مأخذه و دق فهو سحر ، و أصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ، فكأن الساحر لما رأى الباطل في صورة الحق وخيل الشيء على حقيقته ، قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه . – لسان العرب –
السحر شرعا : السحر عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه من غير مباشرة له .
وقال ابن قدامة : هو عقد ورقي وكلام يتكلم به أو يكتبه ، ليعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه من يقتل ، وما يمرض وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ومنه ما يفرق بين المرء و زوجه ، وما يبغض أحدهما إلى الأخر أو يحبب بين اثنين . – المغني لأابن قدامة –
السحر في القرآن والسنة : إن في القرآن و السنة دلائل كثيرة على وجود السحر ومن بينها لا الحصر قصة نبي الله موسى مع سحرة فرعون فهي أكبر دليل على وجود السحر و السحرة وفي السنة المطهرة أحاديث كثير سيتم ذكر بعضها عند التطرق إلى أنواع السحر .
أنواع السحر
1 - سحر ربط العروسين ليلة الزفاف :
يقع الكثير من العرسان في هذا السحر وهو ينشط في ليلة الزفاف ، وتكون تأثيراته واضحة ، وهو إما أن يصيب العريس أو يصيب العروس أو يصيب الاثنين معا ، وتأثيره يكمن في عدم قدرة الزوجين بالدخول والهدف من هذا السحر هو عم إتمام الزواج بالدخول فيصيب المراد منه إن لم يكن هناك صبر بين الزوجين فيتم الطلاق و أعراضه عديدة منها :
إرتخاء الاعصاب و النفور وضيق الخلق عند خلوته بعروسه ، وعدم الشعور بالشهوة ، وارتخاء القضيب عند المحاولة وكراهية النوم بجانب الزوجة و النفور منها ....هذا بالنسبة للزوج اما الزوجة فيكون التأثير عليها بصداع شديد وموت الإحساس بالشهوة و النفور من عريسها ومنعه من الاقتراب منها وبشدة وتشنج الأرجل عند المحاولة وتعرضها لفقدان الوعي إذا حاول الزوج غصبها على ذلك .
ويحدث هذا الربط بتمركز جني السحر في مخ الرجل وبالتحديد في مركز الإثارة الجنسية فيمنع الإثارة عند اقتراب الزوج من زوجته رغم وجودها عند التباعد فيحدث أن يكون العضو منتصبا فإذا اقترب ذهب الانتصاب و الشهوة ، ذلك أن الجني يعطل مركز الإثارة الجنسية في المخ فيحدث ذلك.
أما إن كان الربط عند المرأة فيحدث لها كما يحدث للرجل إلا أن لربط المرأة خمسة أنواع وهي
أ –ربط المنع ويكون بمنع الزوج من إتيانها وهذا خارج عن إرادتها
ب- ربط التبلد ويكون بأن لا تشعر المرأة بلذة ولا تستجيب لزوجها بل تكون أمامه مخدرة الجسد
ج- ربط النزيف ويكون بحدوث نزيف حاد – استحاضة - كلما حاول الزوج
د- ربط الانسداد وهو إذا أراد الزوج أن يأتي زوجته وجد سدا منيعا أمامه من اللحم لا يستطيع أن يخترقه ، فلا تنجح عملية اللقاء الجنسي
ر –ربط التغوير وهو أن يتزوج الرجل بنتا بكرا ، فإذا أراد أن يأتيها وجدها كالثيب تماما فيشك في أمرها فيحدث ذلك كراهة وبغضا بينهما ... .
2 – سحر العقم وعدم الإنجاب
ويؤدي هذا السحر لإحداث عقم وعدم الإنجاب دون اتضاح أية أسباب طبية وقد ورد الدليل على هذا النوع من السحر في السنة النبوية المطهرة فقد روى أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أسماء : أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة ، قالت : فخرجت أنا متم أي مقاربة للولادة فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره فدعا بتمرة فمضغها ن ثم تفل في فيه ن فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام للمهاجرين بالمدينة ، قالت : ففرحوا به فرحا شديدا ، وذلك أنهم قيل لهم إن اليهود قد سحرتكم ، فلا يولد لكم - متفق عليه – وهذا الحديث فيه دليل واضح على أن السحر قد يحدث تأثيرا لمنع الحمل بين الزوجين .وهذا الساحر يتبع عدة طرق لعدم إتمام الإنجاب ومنها كالتحكم في عدد الحيوانات المنوية أو قتلها أو قتل البويضة أو عدم قابليتها للتلقيح أو قتل النطفة بعد التلقيح أو إجهاض الحامل بعد شهرها الثالث وهذا الأخير يؤدي لقتل الجنين بعد عدة شهور من تكوينه بعد نفخ الروح فيه ، هذا بأتباع أساليب شيطانية خبيثة منها تسليط الشياطين على الحامل بضربها في نومها أو إرعابها ومن ثم إسقاط الحمل ، وبطبيعة الحال فإن ذلك لا ينفذ تأثيره ووقعة إلا بإذن الله القدر الكوني
3 – سحر المرض
وهذا السحر يعمل بإصابة المسحور بالآلام و الأمراض و الأسقام ، فتراه طريح الفراش عليل البدن بحيث يتم تعطيل أي جزء من أجزاء الجسم دون مرض بين والدليل من السنة المطهرة فيما يتعلق بهذا النوع من السحر هو : عن أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الطاعون وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة ) – صحيح الجامع الصغير رقم 3951 و الحديث رواه أحمد في مسنده –
ومن أنواع هذا السحر سحر التشنجات و سحر الأمراض العضوية و سحر تعطيل الحواس و سحر الشلل وسحر الخمول و سحر الإستحاضة
4 –سحر الجنون
ويعمل هذا السحر على إحداث اضطرابات نفسية وعصبية تؤثر تأثيرا مباشرا على المسحور فيظهر وكأنه قد أصيب بالجنون حيث لا يستطيع التفكير أو التمييز ويتصرف دون وعي أو إدراك ، ومن أعراضه :
- الشرود و الذهول و النظرات غير الطبيعية
- الدهشة و الاستغراب مع شخوص البصر وزوغانه
- محاولة الصدود عن الآخرين و العزلة عن الناس.
النسيان الشديد
- عدم الاستقرار في مكان أو عمل معين
- قذارة المظهر و عدم الاهتمام بالشكل العام
- التخبط في الأقوال و الأفعال
- بعض الأحيان قد ينطلق المسحور هائما على وجه لا يدري أين يذهب.
طرق السحر التي يستخدمها السحرة :
يستخدم السحرة عدة طرق لسحر من أرادوا النيل منه و هذه الطرق تكون حسب طبية المسحور ، فالسحر تختلف طريقة و ضعه للمسحور ومن بين هذه الطرق
- وضع السحر في المأكل و المشرب و هو أشد الأنواع تأثيرا
- سحر يخلط مع طيب أو بخور ويعتبر أيضا من أخطرها
- عقد كل م ايمكن عقده و النفث فيه وهو المعقود
- السحر في أثر المسحور
- النفث على كل مسحوق به سحر فينثر في الغرف وعند مداخل البيوت
-استعمال السوائل بعد خلطها بالسحر وبعدها الرش على الثياب أو عند عتبات الأبواب
- استعمال حروف و أرقام ومربعات و أشكال مجهولة المعنى على طلاسم لا يعلم رمزها إلا السحرة
- رصد طلوع نجم أو قمر وما يترتب عليه من هيجان البحر و الدم .
الأعراض التي يعرف بها المسحور:
ليس من السهل الحكم على شخص ما بأنه مسحور لأن أعراض السحر قريبة من أعراض العين ، وتتشابه مع أعراض المس بسبب وجود شيطان السحر في الغالب .ولهذا فإن بعض أعراض السحر للذكر لا الحصر هي :
- أعراض المس
- تغير مفاجئ في طباع المسحور
- الغضب السريع
- آلام في الأرحام
- آلام أسفل الظهر
- يرى في عين المسحور بريقا زائدا وملحوظا وغالبا ما تجده لا يستطيع التركيز في عين الراقي
- رائحة كريهة تخرج من الفم أو من جلدة الرأس أو من الأرحام أو من جسد المسحور
التداوي من الحسد والسحر
لقد جعل ديننا الحنيف لهذه الأمراض الروحية التي تصيب الإنسان من فساد له في النفس و الأهل و الولد و المال دواء واحد وهو الرقية الشرعية ، فكم من مريض في المستشفى به من الداء و الألم الظاهر على جسده إلا أن الأطباء عجزوا عن تشخيص مرضه فكان له بالرقية الشرعية دواء وكم من شخص كسدت تجارته فذهب إلى المحللين و المحاسبين إلا أن حلولهم لم يكن لها مفعول و ما إن رقى وأحسن النية حتى ذهب عنه ذلك وكم من الأزواج من اقترب موعد فراقهم إلا أن النصح بالرقية جعل لهم من دواء لداء أصابهم ......