الحِناء وكيفية علاج الامراض
الحناء
روى البخاري في تاريخه وأبو داود في السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شكى إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له : " احتجم "، ولا شكى إليه وجعاً في رجليه إلا قال له : " اختضب بالحناء ".
وفي الترمذي : عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء.
والحِنَّاءُ باردٌ فى الأُولى، يابسٌ فى الثانية، وقوةُ شجر الحِنَّاء وأغصانها مُركَّبةٌ من قوة محللة اكتسبتْها من جوهر فيها مائى، حار باعتدال، ومِن قوة قابضة اكتسبتْها من جوهر فيها أرضى بارد. ومن منافعه أنه محلِّلٌ نافع من حرق النار، وفيه قوةٌ موافقة للعصب إذا ضُمِّدَ به، وينفع إذا مُضِغ من قُروح الفم والسُّلاق العارض فيه. ويبرىءُ القُلاع الحادث فى أفواه الصبيان، والضِّماد به ينفعُ مِن الأورام الحارة الملهبة، ويفعَلُ فى الجراحات فِعل دم الأخوَين، وإذا خُلِطَ نَوْرُه مع الشمع المصفَّى، ودُهن الورد، ينفع من أوجاع الجنب.
لمحة تاريخية:
عرفت الحناء منذ القديم، فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجونة لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياء الفرعونية مخضبة بالحناء، واتخذوا عطراً من أزهارها. ولها نوع من القدسية عند كثير من الشعوب الإسلامية إذ يستعملونها في التجميل بفضل صفاتها الممتازة فتخضب بمعجونها الأيدي والأقدام والشعر، كما يفرشون بها القبور تحت موتاهم.
نبتة الحناء (Low sania _ Henna):
شجيرة من الفصيلة الحنائية lythracees حولية أو معمرة تمكث حوالي ثلاث سنوات وقد تمتد إلى عشرة، مستديمة الخضرة، غزيرة التفريع، يصل طولها إلى ثلاثة أمتار ، ونبات الحناء شجيري معمر وله جذور وتدية حمراء وساقه كثيرة الفروع والافرع جانبية وهي خضراء اللون وتتحول الى البنى عند النضج ، وأوراق الحناء بسيطة جلدية بيضاوية الشكل بطول 3 _ 4 سم بيضية او ستانية عريضة متقابلة الوضع بلون أحمر خفيف أو أبيض مصفر. ، والأزهار صغيرة بيضاء لها رائحة عطرية قوية ومميزة وهي في نورات عنقودية والثمرة علبة صغيرة تحوي بذورا هرمية الشكل ، وشجرة الحناء لها صنفان يختلفان في لون الزهر كالصنفِ Alba ذو الأزهار البيضاء والصنف Miniata ذو الأزهار البنفسجية. ومن أصناف الحناء: البلدي، والشامي، والبغدادي، والشائكة.
الموطن الرئيسي للحناء :
جنوب غربي آسيا، وتحتاج لبيئة حارة، لذا فهي تنمو بكثافة في البيئات الاستوائية لقارة إفريقيا. كما انتشرت زراعتها في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وأهم البلدان المنتجة لها مصر والسودان والهند والصين.
التركيب الكيماوي:
تحتوي أوراق الحناء تحتوي على مواد جليكوسيدية مختلفة أهمها المادة الرئيسية المعروفة باسم اللاوسون (Lawsone) وجزيئها الكيماوي من نوع 2- هيدروكس-1, 4- نفثوكينون أو 1, 4 نفثوكينون. وهذه المادة هي المسؤولة عن التأثير البيولوجي طبيا, وكذلك مسئولة عن الصبغة واللون البني المسود ونسبتها في الأوراق حوالي 88% لنوع الحناء Limermis بالمقارنة بالصنفين ذو الأزهار البيضاء والحمراء البنفسجية, ونسبة الجليكوسيد في أوراق كل منهما هي 5, 0%6, 0% على الترتيب. ويتكون الحناء من المركبات التالية: أصباغ من نوع 4.1 نافثوكينون وتشمل 1% لوسون (2 ـ هيدروكسي 4.1 نافثوكينون) مشتقات هيدروكسيليتيد نافثالين مثل: 4 ـ جلوكوسايل وكسي ـ 2.1 داي هيدروكسي كذلك كيومارين, زانثون, فلافونويد, 5 ـ 10% تانين, حمض جاليك, كمية قليلة من الستيرويد مثل سيتوستيرول. و الأزهار فتحتوي على زيت طيار له رائحة زكية وقوية ويعتبر أهم مكوناته مادة الفوبيتا إيونون (A , B , Ionone).
تزداد كمية المواد الفعالة وخاصة مادة اللاوسون في أوراق الحناء كلما تقدم النبات في العمر والأوراق الحديثة تحتوي على كميات قليلة من هذه المواد عن مثيلتها المسنة ، بجانب ذلك تحتوي على حمض الجاليك ومواد تانينية تصل نسبتها بين 5-10%, ومواد سكرية وراتنجية نسبتها حوالي 1% .
الجزء المستعمل:
والجزء المستعمل من نبات الحناء عادة الازهار والأوراق والأغصان والبراعم الحديثة النمو .
استعمالات الحناء
الحناء لا يستعمل طبيا في أوروبا وأمريكا الشمالية, ولكن في الطب الشعبي أو الطب التقليدي يستعمل الحناء خارجيا في غسولات الوجه والشعر , والحناء يستخدم كصبغة dye منذ آلاف السنين , حيث إن التقاليد والعادات وأغلب مجتمعات افريقيا وجنوب وشرق آسيا وكذلك في الدول العربية والإسلامية للتزيين وللظهور بالمظهر الحسن والجميل يوضع الحناء كصبغة للشعر والأظافر والأقدام وراحة الأيدي وظهورها.
وانتشر استعمال واستخدام الحناء لصبغ الشعر والنقش به على الأيدي والأرجل في السنين الأخيرة في أوروبا وأمريكا الشمالية مما جعل الشركات الأمريكية والأوروبية لصناعة مستحضرات التجميل تتنافس لإنتاج العديد من مركبات التجميل التي يدخل في صناعتها أوراق الحناء وكذلك وجود العديد من صبغات الحناء للشعر وذات الألوان المختلفة من اللون الاشقر حتى اللون الاسود او الداكن, ويغلف الحناء بعلب جذابة ويباع باسعار اضعاف السعر الذي يباع به السعر المنتج من الدول العربية او الآسيوية.
اما بالنسبة لتغيير لون الحناء من الأحمر إلى الاسود فيمكن اضافة مادة نباتية إلى الحناء ليعطي لونا اسود جميلا مثل نبات الكتم والوسمة وهما يكثران في المناطق الباردة من المملكة وكان نبات الكتم والوسمة يستخدمان من ازمنة طويلة كصبغة لتسويد الشعر حيث يوجد بهما صبغة سوداء وقد بدأت بعض المصانع انتاج مثل تلك الصبغات وهي طبيعية ويمكنك تحضيرها بنفسك باخذ الحناء وسحقه ثم سحق احد النباتين المذكورين اعلاه ومزجهما جيدا واستعمالها كصبغة سوداء.
وقد يضاف الى أوراق الحناء المجففة والمطحونة صبغة كيميائية تعرف بارافينلين داي امين (PPD) بنسب وكمية مختلفة تعطي الألوان من الاصفر الذهبي الى اللون الأحمر الداكن الى اللون الاسود الغامق . وقد تكلمنا في اعداد سابقة من عيادة "الرياض" عن خطورة (PPD) اذا وجد بكمية عالية.
وقد يضاف الى وأوراق الحناء المجففة والمطحونة أوراق نباتية تسمى انديقو Indigo وهي مادة آمنة الاستخدام وهي تصنع في المعامل , كذلك وتعطي اللون الأزرق عند اضافة الماء عليها, وعند خلط أوراق الحناء المجففة والمطحونة مع صبغة الانديقو تعطي أي "الحناء + الانديقو) صبغة نباتية سوداء وقد يضاف اليهما صبغة Isatin ويوجد في السوق المحلي صبغة سوداء مثل الكتم تحوي (الحناء + انديقو + Isatin) مع مواد نباتية اخرى , وكذلك يوجد صبغة من انتاج بريطانيا سوداء او بنية داكنة في اشكال مختلفة وكلها تعطي نتائج جيدة وهي آمنة الاستخدام وليس لها تأثيرات ضارة في أغلب الاحيان اذا استخدمت من الخارج فقط. وحنا الكم قد يسبب حساسية خفيفة لبعض الناس.
تحضير الحناء
وتحضر عجينة الحناء بوضع الماء الدافئ على مسحوق الحناء ويخلط جيدا حتى يكون عجينة غليظة القوام تترك لمدة ساعة الى ساعتين في اناء زجاجي ويحضر من هذه العجينة بقدر الكمية المراد استخدامه أي تكون حديثة التحضير عند الاستخدام وتوضع هذه العجينة على الشعر او تخضب بها بشرة الجلد حسب الرغبة والطلب وتترك هذه العجينة على الشعر او البشرة من ساعة واحدة الى ساعتين لتعطي اللون الاحمر الداكن , وكلما زاد وقت ترك العجينة لحد ما على الشعر او الجلد كلما زاد اللون الغامق او الداكن.
واذا اضيف عصير الليمون او الخل او الشاهي او سوائل اخرى معروفة الى عجينة الحناء الحناء اعطت هذه العجينة لون داكن او برونزي جذاب وتدفئة الماء المضاف الى العجينة مع وجود الرطوبة يعطي الحناء لونا حسنا جذابا.
الخصائص الطبية" خارجي فقط ":
ـ تستعمل الحناء في التجميل؛ فيخضب بمعجون أوراقها الأصابع والأقدام والشعر، للسيدات والرجال على السواء، بالإضافة إلى استعمالها في أعمال الصباغة.
ـ وتستعمل عجينة الحنة في علاج الصداع بوضعها على الجبهة.
ـ وتستعمل زهور الحنة في صناعة العطور.
ـ والتخضب بالحناء يفيد في علاج تشقق القدمين وعلاج الفطريات المختلفة .
ـ وتستعمل الحناء في علاج الأورام والقروح إذا عجنت وضُمَّد بها الأورام.
- نبات الحناء يستعمل غرغرة لعلاج قروح الفم واللثة واللسان.
ـ وقد ثبت علمياً أن الحناء إذا وضعت في الرأس لمدة طويلة بعد تخمرها فإن المواد القابضة والمطهرة الموجودة بها تعمل على تنقية فروة الرأس من الميكروبات والطفيليات، ومن الإفرازات الزائدة للدهون، كما تعد علاجاً نافعاً لقشر الشعر والتهاب فروة الرأس. ويفضل استعمال معجون الحناء بالخل أو الليمون؛ لأن مادة اللوزون الملونة لا تصبغ في الوسط القلوي .
- وقيل أن الحناء علاج جيد لمرض الاكزيما أضف الماء الى الحناء ثم ضعه على المكان المصاب 3-5 مرات .
وفي الطب الشعبي التقليدي
يستعمل نبات الحناء كغرغرة لعلاج قروح الفم واللثة واللسان وآلام الحلق ، ويجب عدم بلع مسحوق الحناء او المحلول الذي يحضر من نبات الحناء لتأثيره الضار على الجهاز الهضمي والجهاز الدموي حيث انه ورد الى مختبر قسم تحليل الادوية والسموم بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث عينة من محلول الحناء استخدمت من مريض وصفت له عن طريق احد محلات العطارة حيث سببت العديد من المشاكل الصحية ادخل بسببها المستشفى ورقد على السرير الابيض لعدة اسابيع وخضع لعدة تحاليل طبية وانواع مختلفة من الاشعة كل هذا بسبب تناوله محلول الحناء لفترات طويلة عن طريق مـدعي العلاج الشعبي والذين كثرت الامراض الجسمية والصحية بسبب وصفاتهم الشعبية والتي ليس لها اساس علمي صحيح ولم توثق علميا بل الغالب عليها التخمين والظن وقد تفيد بعض الحالات المرضية كما يظن بعض المستخدمين والمروجين ولكنها على المدى الطويل وبعد فترة طويلة قد تحدث التهابات وتسممات للجهاز الدموي او الجهاز التناسلي وقد تسبب تلفا مستمرا للكبد والكلى. وعجينة الحناء اذا وضعت على الشعر تقويه وتعطيه نضارة وجمالا ، ووضع عجينة الحناء على الرأس يفيد في حالة ضربة الشمس والصداع وخاصة اذا اضيف للعجينة ملعقة من خل التفاح ووضع عجينة الحناء على الرأس قد يفيد في حالة القشرة التي غالبا تكون على شعر الرأس وتستعمل عجينة الحناء كذلك من الخارج في الامراض الجلدية والفطرية, وخصوصا التهاب ما بين اصابع الاقدام الناتج عن نمو بعض الفطريات. ويدخل الزيت المستخلص من الازهار في صناعة العطور. وكل الاستخدامات الطبية الشعبية السابقة للحناء لم تثبت علميا ولم يتحقق من جدواها وصحتها وبعض المجتمعات تضع زهور الحناء بين الملابس للقضاء على الحشرات.
في الطب الحديث:
أكد الدكتور النسيمي فائدة معالجة السحجات الناجمة عن السير في الطرقات والداء الفطري بين الأصابع بالحناء.، وعلل ذلك بأن الفطور الخمائرية تؤدي إلى سهولة اقتلاع الطبقة السطحية من الجلد والحناء قابضة، وهذا يجفف الجلد ويقسّيه ويمنع تعطينه مما يمنع سيطرة الخمائر والفطور ويعمل على سرعة شفاء السحجات والقروح السطحية. و يحضر مسحوق الحناء بسحق الأوراق ونهاية الأغصان الرفيعة بعد تجفيفها ثم تصنع منه عجينة. وتؤكد الدكتورة سامية قاسي فائدة تطبيق معجونة الحناء لمعالجة العديد من الأمراض الجلدية وخصوصاً الالتهابات الفطرية المنشأ والتي تتوضع في الثنيات وبين الأصابع، كما تساعد في التئام الجروح. وتفسر الدكتورة سامية تلك الصفات بسبب وجود مادة الحناتانين القابضة في الحناء وتؤكد أن تطبيق تلك العجينة على فروة الرأس لفترة طويلة، فإن المواد المطهرة والقابضة الموجودة فيها تعمل على تنقية الفروة من الجراثيم والطفيليات ومن المفرزات الزهمية الفائضة، كما تفيد في معالجة قشرة الرأس وتعمل على الإقلال من إفراز العرق عند مفرطي التعرق